✳️ مقدمة الدرس
الإعلان مش مجرد صورة فيها عرض، ولا فيديو فيه موسيقى وحركة.
الإعلان في جوهره رسالة.
رسالة بتخرج منك كصاحب مشروع أو كمسوّق، وبتسافر لعقل وقلب إنسان ما يعرفكش، وتحاول تقنعه في ثواني إنه يثق فيك ويجربك.
الفرق بين إعلان بيكسب وآخر بيفشل، هو نفس الفرق بين كلام بيتقال علشان يُسمَع و كلام بيتقال علشان يُفهم.
الناس ما بتحبش الإعلانات، لكنها بتحب الرسائل اللي “تحسها صادقة”.
ولو فهمت النقطة دي كويس، إنت فعليًا قطعت نص الطريق نحو إعلان ناجح.
🔹 الإعلان الحقيقي يبدأ من الفهم الإنساني
أول خطوة إنك توقف تفكر كـ “معلن”، وتبدأ تفكر كـ “مُتحدّث باسم العميل”.
يعني بدل ما تقول:
“أنا عايز أبيّع له”،
قول:
“أنا عايز أساعده يختار الصح.”
اللغة هنا بتغيّر كل حاجة.
المعلن بيكلّم بعرض،
لكن صاحب الرسالة بيكلّم بهدف.
العميل مش بيدوّر على إعلان، العميل بيدوّر على إجابة.
لما إعلانك يكون ردًا على سؤاله، مش طلبًا لاهتمامه — ساعتها بيقف ويقرأ.
🧠 مثال بسيط
افترض إنك بتبيع منتج لتقوية المناعة.
إعلان تقليدي هيقول:
“مكمّل غذائي طبيعي لتقوية المناعة بنسبة 90%.”
لكن الإعلان اللي مبني على رسالة هيقول:
“جسمك بيحارب كل يوم… بس مش دايمًا عنده الطاقة.
امنحه الدعم اللي يستحقه.”
الإعلان الأول بيقدّم معلومة.
الإعلان الثاني بيقدّم مشاعر وموقف.
وده سرّ الإعلانات اللي بتخلّي الناس توقف التمرير (Scroll) وتقرأ.
💬 الإعلان مش صوت عالي… الإعلان صوت صادق
في عالم مليان ضوضاء، الناس بتتجاهل الضجيج وبتسمع الهمس الصادق.
الإعلان اللي بيصرّخ “اشترِ الآن!” بيمثّل التاجر اللي واقف في السوق يزعق للناس.
لكن الإعلان اللي بيقول “احنا فاهمين احتياجك وده الحل ببساطة” بيكسب الثقة.
الثقة مش بالخصم الكبير، الثقة بالصدق الصغير.
جملة واحدة صادقة أحيانًا بتكسب أكتر من حملة بملايين.
🧩 عناصر الرسالة الإعلانية الناجحة
أي رسالة إعلانية لازم تحتوي على 3 عناصر أساسية:
1️⃣ الفهم
افهم أنت بتكلم مين، ومشكلته الحقيقية إيه، وإيه اللي يخلّيه يقول “آه ده اللي كنت بدوّر عليه”.
ده بيحتاج تحليل الجمهور مش إحساسك الشخصي.
2️⃣ النية
هل نيتك من الإعلان البيع فقط، ولا إنك تخلق علاقة طويلة المدى مع العميل؟
كل ما كانت نيتك “العطاء قبل الطلب”، الرسالة بتطلع أنضف وأصدق وأقوى تأثيرًا.
3️⃣ اللغة
اللغة مش بس كلمات — هي الإحساس اللي الكلمة بتنقله.
اختار كلمات تخاطب القلب، قبل الدماغ.
بدل “اشترِ الآن”، جرب “ابدأ تجربتك النهارده.”
بدل “عرض لفترة محدودة”، جرب “فرصتك إنك تبدأ قبل غيرك.”
🪄 تطبيق عملي
جرب تكتب إعلان لمنتج بسيط — مثل قهوة سريعة التحضير.
المطلوب: تكتب إعلانين.
الأول: بأسلوب تقليدي.
الثاني: كرسالة.
مثلاً:
النمط التقليدي:
“قهوة قوية وسريعة التحضير في أقل من دقيقة. الآن بـ50 جنيه فقط!”
النمط الرسائلي:
“صباحك يستحق بداية فيها طعم حقيقي.
جرّب القهوة اللي بتفهمك.”
هتحس بالفرق فورًا — الإعلان الثاني بيحكي إحساس، مش ميزة.
وده جوهر الرسالة الإعلانية: إنها تُحسّ، مش تُقرأ فقط.
🧰 أدوات وموارد تساعدك تكتب رسالة إعلانية حقيقية
-
Copy.ai → لتجربة أساليب مختلفة للغة الإعلانية.
-
كتاب “Made to Stick” – Chip Heath → عن كيف تخلق فكرة تلتصق في ذهن الناس.
-
كتاب “Building a StoryBrand” – Donald Miller → لتعلّم كيف تبني قصة تسويقية تلمس الجمهور.
📈 الخلاصة
الإعلان مش إعلان. الإعلان حوار.
الإعلان مش عايز يصرّخ، الإعلان عايز يُفهَم.
كل كلمة بتكتبها لازم ترد على سؤال واحد في ذهن العميل:
“وليه ده يهمّني أنا؟”
الإعلان اللي بيجاوب، يكسب.
الإعلان اللي يلحّ، يُنسى.
اكتب رسالتك كأنك بتكلم إنسان واحد… لأن الإعلان العظيم دايمًا بيبدأ بكلمة صادقة.